سورة فصلت - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فصلت)


        


قوله تعالى: {ومَن أحسنُ قولاً ممَّن دعا إِلى الله} فيمن أُريد بهذا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم المؤذِّنون. روى جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزلت في المؤذنين»، وهذا قول عائشة، ومجاهد، وعكرمة.
والثاني: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى شهادة أن لا إله إلا الله، قاله ابن عباس، والسدي، وابن زيد.
والثالث: أنه المؤمن أجابَ اللهَ إلى ما دعاه، ودعا الناسَ إلى ذلك {وعمل صالحاً} في إجابته، قاله الحسن.
وفي قوله: {وعَمِل صالحاً} ثلاثة أقوال:
أحدها: صلّى ركعتين بعد الأذان، وهو قول عائشة، ومجاهد. وروى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم: {ومن أحسنُ قولاً ممَّن دعا إلى الله} قال: الأذان {وعمل صالحاً} قال: الصلاة بين الأذان والإِقامة.
والثاني: أدَّى الفرائض وقام لله بالحقوق، قاله عطاء.
والثالث: صام وصلَّى، قاله عكرمة.
قوله تعالى: {ولا تَستوي الحسنةُ ولا السَّيَّئةُ} قال الزجاج: {لا} زائدة مؤكِّدة؛ والمعنى: ولا تستوي الحسنة والسَّيِّئة. وللمفسرين فيهما ثلاثة أقوال:
أحدها: أن الحسنة: الإِيمان، والسَّيِّئة: الشِّرك، قاله ابن عباس.
والثاني: الحِلْم والفُحْش، قاله الضحاك.
والثالث: النُّفور والصَّبر، حكاه الماوردي.
قوله تعالى: {ادفَعْ بالَّتي هي أحسنُ} وذلك كدفع الغضب بالصبر، والإِساءة بالعفو، فإذا فعلتَ ذلك صار الذي بينك وبينه عداوة كالصَّديق القريب، وقال عطاء: هو السَّلام على من تعاديه إذا لَقِيتَه. قال المفسرون: وهذه الآية منسوخة بآية السيف.
قوله تعالى: {وما يُلَقَّاها} أي: ما يُعْطاها. قال الزجاج: ما يُلَقَّى هذه الفَعْلَة: وهي دفع السَّيَّئة بالحسنة {إلاّ الذين صبروا} على كظم الغيظ {وما يُلَقَّاها إلاّ ذو حَظٍّ عظيمٍ} من الخير. وقال السدي: إلاّ ذو جَدٍّ. وقال قتادة: الحظُّ العظيم: الجنة؛ فالمعنى: ما يُلَقَّاها إلاّ مَنْ وجبت له الجنة.
قوله تعالى: {وإمّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزْغٌ} قد فسَّرناه في [الأعراف: 200].


قوله تعالى: {فإن استَكْبَروا} أي: تكبَّروا عن التوحيد والعبادة {فالذين عند ربِّكَ} يعني الملائكة {يسبِّحون} أي: يصلُّون. و{يَسأمون} بمعنى يَمَلُّون.
وفي موضع السجدة قولان:
أحدهما: أنه عند قوله: {يَسأمون}، قاله ابن عباس، ومسروق، وقتادة، واختاره القاضي أبو يعلى، لأنه تمام الكلام.
والثاني: أنه عند قوله: {إن كنتم إيَّاه تعبُدون}، روي عن أصحاب عبد الله، والحسن، وأبي عبد الرحمن.
قوله تعالى: {ومن آياته أنَّكَ تَرى الأرضَ خاشعةً} قال قتادة: غبراء متهشّمة قال الأزهري: إذا يَبِست الأرضُ ولم تُمْطَر، قيل: خَشَعَتْ.
قوله تعالى: {اهتزَّت} أي: تحرَّكَتْ بالنَّبات {وَرَبتْ} أي: عَلَتْ، لأن النبت إذا أراد أن يَظْهَر ارتفعت له الأرضُ؛ وقد سبق بيان هذا [الحج: 5].


قوله تعالى: {إِنَّ الذين يُلْحِدونَ في آياتنا} قال مقاتل: نزلت في أبي جهل. وقد شرحنا معنى الإِلحاد في [النحل: 103]؛ وفي المراد به هاهنا خمسة أقوال:
أحدها: أنه وَضْع الكلام على غير موضعه، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثاني: أنه المُكاء والصفير عند تلاوة القرآن، قاله مجاهد.
والثالث: أنه التكذيب بالآيات، قاله قتادة.
والرابع: أنه المُعانَدة، قاله السدي.
والخامس: أنه المَيْل عن الإِيمان بالآيات، قاله مقاتل.
قوله تعالى: {لا يَخْفَوْنَ علينا} هذا وعيد بالجزاء {أفمن يُلْقَى في النار خير أم مَنْ يأتي آمِناً يومَ القيامة} وهذا عامّ، غير أن المفسرين ذكَروا فيمن أُريدَ به سبعةَ أقوال:
أحدها: أنه أبو جهل وأبو بكر الصِّدِّيق، رواه الضحاك عن ابن عباس.
والثاني: أبو جهل وعمّار بن ياسر، قاله عكرمة.
والثالث: أبو جهل ورسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله ابن السائب، ومقاتل.
والرابع: أبو جهل وعثمان بن عفّان، حكاه الثعلبي.
والخامس: أبوجهل وحمزة، حكاه الواحدي.
والسادس: أبو جهل وعمر بن الخطاب.
والسابع: الكافر والمؤمن، حكاهما الماوردي.
قوله تعالى: {اعْمَلوا ما شئتم} قال الزجاج: لفظه لفظ الأمر، ومعناه الوعيد والتهديد.
قوله تعالى: {إنَّ الذين كَفَروا بالذِّكْر} يعني القرآن؛ ثم أخذ في وصف الذِّكر؛ وتَرَكَ جواب {إِنَّ}، وفي جوابها هاهنا قولان:
أحدهما: أنه {أولئك ينادَوْنَ من مكان بعيد}، ذكره الفراء.
والثاني: أنه متروك، وفي تقديره قولان: أحدهما: إن الذين كفروا بالذِّكْر لمّا جاءهم كفروا به. والثاني: إن الذين كفروا يجازَون بكفرهم.
قوله تعالى: {وإنَّه لَكِتابٌ عزيزٌ} فيه أربعة أقوال:
أحدها: مَنيعٌ من الشيطان لا يجد إِليه سبيلاً، قاله السدي.
والثاني: كريمُ على الله، قاله ابن السائب.
والثالث: مَنيعٌ من الباطل، قاله مقاتل.
والرابع: يمتنع على الناس أن يقولوا مِثْلَه، حكاه الماوردي.
قوله تعالى: {لا يأتيه الباطل} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: التكذيب، قاله سعيد بن جبير.
والثاني: الشيطان.
والثالث: التبديل، رويا عن مجاهد. قال قتادة: لا يستطيع إبليس أن ينقص منه حقاً، ولا يَزيد فيه باطلاً، وقال مجاهد: لا يدخل فيه ماليس منه.
وفي قوله: {مِنْ بينِ يَدَيْه ولا مِنْ خَلْفه} ثلاثة اقوال.
أحدها: بين يَدَي تنزيله، وبعد نزوله.
والثاني: أنه ليس قَبْلَه كتاب يُبْطِله، ولا يأتي بعده كتاب يُبْطِله.
والثالث: لا يأتيه الباطل في إخباره عمّا تقدَّم، ولا في إخباره عمّا تأخر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5